منذ العصور القديمة إلى العصر الحديث، وصلت الآلة ذات الأوتار الثلاثة إلى شكلها الحالي من خلال التحولات والتغيرات المختلفة في التصميم والعزف. ويرجع هذا التطور إلى الدور البارز لهذه الآلة في الموسيقى التقليدية الإيرانية. وباستعراض التاريخ الكامل للآلة ذات الأوتار الثلاثة، يمكن تناول العديد من النقاط، بما في ذلك التأثيرات الثقافية والفنية والتغيرات الفنية والتقنية التي تم تطبيقها على هذه الآلة على مر القرون. بدءًا من الموسيقيين المتميزين الذين ساهموا في تطوير وتطور الآلة ذات الأوتار الثلاثة على مر الزمن، إلى تقنيات العزف التي تطورت تدريجيًا على مر القرون، تشكل جميعها أجزاء من هذا التاريخ الغني.
يوجد العديد من المتصوفين و الصوفيون، للتعبير عن المشاعر الروحية وتحقيق الحالات الروحية، استخدموا الآلة ذات الأوتار الثلاثة. هذه الميزة جعلت الثلاثة أوتار رمزًا للموسيقى الغامضة. التاريخ الكامل للأداة ثلاثية الأوتار لا يشمل فقط التطورات الهيكلية والتقنية لهذه الأداة، ولكنه يعكس أيضًا التغيرات الثقافية والدينية والاجتماعية في إيران مع مرور الوقت.
التاريخ الكامل للأداة الثلاثة سلسلة
تعتبر الآلة ذات الأوتار الثلاثة من أهم الآلات الموسيقية الإيرانية الأصلية، والتي كانت لها دائمًا مكانة خاصة بين مختلف طبقات المجتمع بسبب صوتها الرقيق والهادف. هذه الآلة التي تعتبر من عائلة الآلات الوترية والجرحية، شهدت العديد من التغييرات والتطورات منذ الماضي وحتى يومنا هذا. لفهم التاريخ الكامل للآلة ذات الأوتار الثلاثة بشكل أفضل، يمكن تقسيم تطورها إلى أربع فترات مهمة: العصر القديم وما قبل الإسلام، وما بعد الإسلام، والعصر الصفوي والقاجاري، والعصر المعاصر. وقد لعبت كل فترة من هذه الفترات دورا هاما في تطور هذه الآلة وتركت آثارها الثقافية والتاريخية الخاصة. ص>
آثار الأوتار الثلاثة في العصور القديمة وقبل الإسلام
من خلال التاريخ الكامل للآلة ذات الأوتار الثلاثة، يمكن إرجاع جذور هذه الآلة إلى العصور القديمة وقبل الإسلام. ويعتقد بعض الباحثين أن الآلات الموسيقية ذات الأوتار الثلاثة تطورت من آلات القيثارة والطمنبور في إيران القديمة. البربات هي واحدة من أقدم الآلات الوترية في إيران، ولها أوجه تشابه كثيرة مع ثلاثة أوتار. في الفترتين الأخمينية والساسانية، تم العزف على هذه الآلة على نطاق واسع في المحاكم والدوائر الأرستقراطية. كما يمكن رؤية دليل في بعض الحضارات القديمة مثل سومر وبابل على وجود آلات لها نفس الشكل والبنية مثل الأوتار الثلاثة.
الرسومات والأعمال الفخارية المكتشفة في المناطق القديمة في إيران، مثل كما مدينة سوسة، تبين أن آلة مماثلة "ستار" كانت موجودة في إيران خلال العصر الأخميني، قبل أكثر من ألفي سنة. كما يذكر الفارابي الفيلسوف والموسيقار الشهير في العصر الإسلامي في كتابه با سازي أنها من آل طنبور وتشبه الثلاثة أوتار. تُظهر هذه الأدلة أن التاريخ الكامل للآلة ذات الأوتار الثلاثة له جذور عميقة في موسيقى وثقافة إيران القديمة. ص>
الآلة ذات الثلاث أوتار بعد الإسلام
مع وصول الإسلام إلى إيران والتغيرات الثقافية والاجتماعية التي حدثت بعد ذلك، تأثرت الموسيقى الإيرانية أيضًا. خلال هذه الفترة، تطورت الموسيقى الرسمية وموسيقى الآلات في إيران، وأصبحت الآلات المختلفة مثل الطنبور والوترين والثلاثة أوتار ملحوظة أكثر. ونظرًا لصوتها الهادئ واللطيف، فقد كانت هذه الآلة ذات الأوتار الثلاثة تُعزف في الغالب في الأوساط الصوفية والصوفية خلال هذه الفترة، واستخدمها العديد من الصوفيين والصوفيين كأداة للتعبير عن مشاعرهم الروحية.
في هذا الوقت في هذه الفترة، تم إجراء تغييرات مهمة في هيكل وأسلوب العزف على الآلة ثلاثية الأوتار. تطورت الآلة ذات الثلاثة أوتار، والتي كانت في الأصل تحتوي على ثلاثة أوتار، إلى أربعة أوتار خلال هذه الفترة. وفقًا للاقتباسات التاريخية، ساهم أبو نصر الفارابي وأبو علي سينا وصفي الدين إرموي وغيرهم من الموسيقيين البارزين في العصر الإسلامي في تطور هذه الآلة وأدركوا الحاجة إلى إضافة وتر آخر إلى الآلة ثلاثية الأوتار. أدى هذا التغيير إلى إيجاد مكان أكثر أهمية في الموسيقى الإيرانية في عصر ما بعد الإسلام وجذب المزيد من الاهتمام. ص>

تعتبر الفترة الصفوية والقاجارية نقطة تحول في التاريخ الكامل للآلة ذات الأوتار الثلاثة
يعد العصر الصفوي من أهم الفترات في التاريخ الكامل للآلة ذات الثلاث أوتار. خلال هذه الفترة، تم العزف على الآلات الموسيقية الإيرانية على نطاق أوسع في بلاط الملوك والدوائر الأرستقراطية. كانت الآلة ذات الستة أوتار، والتي كانت أوتارها مربوطة في أزواج، تحظى بشعبية كبيرة خلال هذه الفترة. كانت هذه الآلة قريبة من الآلة ثلاثية الأوتار وتعتبر مقدمة للآلة ثلاثية الأوتار الموجودة اليوم. كان ميرزا محمد ترباتي خراساني، المعروف باسم مشتاق علي شاه كرماني، وهو درويش بارز في ذلك الوقت، مغرمًا جدًا بهذه الآلة وأضاف إليها وترًا رابعًا. وكان هذا الوتر، المعروف باسم وتر مشتاق، أحد التغييرات المهمة التي أثرت على قدرات العزف على ثلاثة أوتار. أدى هذا التطور إلى تحول الآلة ذات الأوتار الثلاثة من آلة بسيطة إلى آلة ذات إمكانيات أكبر، وأصبح صوتها أكثر ديناميكية وثراءً. وفي العصر القاجاري، كان يعزف على الآلة ذات الأوتار الثلاثة موسيقيون كبار مثل ميرزا عبد الله فرحاني وأصبح غلام حسين درويش خان وعلي أكبر شيدا أكثر شهرة وانتشارا بين الناس. وكان للميرزا عبد الله فرحاني دور كبير في تطوير القطرات الثلاثة وعزفها من خلال تجميع صف الموسيقى الإيرانية ونقلها إلى طلابه. يمكن اعتبار هذه الفترة فترة نضج ونمو الأوتار الثلاثة في الموسيقى الإيرانية. كان درويش خان أيضًا أحد طلابه البارزين الذين لعبوا دورًا في الترويج لهذه الآلة. خلال هذه الفترة، نشط أيضًا صانعو الأوتار الثلاثة البارزون مثل أستاذ فرج الله، والحاج طاير، وسيد جلال. ساعد هؤلاء المصنعون على تحسين جودة صوت هذه الآلة من خلال عمل أوتار وتعديلات عالية الجودة في تصميم هذه الآلة. ص>
العصر المعاصر والمواضيع الثلاثة اليوم
في العصر المعاصر، لا تزال الآلة ذات الأوتار الثلاثة تُعرف بأنها إحدى الآلات البارزة والمهمة في الموسيقى الإيرانية التقليدية. وقد ساهم كبار الموسيقيين مثل أبو الحسن سابا وأحمد عبادي وجلال زلفانون بشكل كبير في توسيع هذه الآلة وتطويرها. أبوالحسن سابا، أحد أبرز الموسيقيين الإيرانيين، قام بتدريس وعزف الآلة ذات الأوتار الثلاثة، وقام بتدريب جيل جديد من الموسيقيين وساهم في شهرة هذه الآلة أحمد عبادي، ابن ميرزا عبد الله، مستخدماً الأساليب الموسيقية الحديثة والإبداع في أداء الموسيقى التقليدية أوصل Se Tar إلى ذروة شهرته. لقد كان من أوائل الموسيقيين الذين تمكنوا من تقديم الآلة ثلاثية الأوتار في الإذاعة الإيرانية وإيصال صوتها إلى آذان الجمهور. كما ساهم جلال ذو الفانون في توسيع نطاق الثلاثية الأوتار على المستوى العالمي من خلال الجمع بين الموسيقى التقليدية والحديثة وإقامة الحفلات العالمية.
كما لعب صانعو الثلاثية الأوتار دورًا مهمًا في الحفاظ على وتحسين هذه الأداة. وفي العهد القاجاري، صنع صناع بارزون مثل أستاذ فرج الله والحاج طاير ثلاثة أوتار عالية الجودة، ولا تزال أمثلة عليها قائمة. وفي العصر المعاصر، ساعد بناة مثل ناريمان أبنوسي ومهدي كماليان ومحمود حكيم الهاشمي على تحسين تصميم وجودة البناء ثلاثي الأوتار. وباستخدام خبراتهم وابتكاراتهم، جعل هؤلاء المبدعون آلة السي تار من أكثر الآلات الموسيقية الإيرانية استخدامًا. واليوم، تُعرف آلة السي تار بأنها أداة للخلوة والتأمل، ويعزف عليها العديد من الموسيقيين هو - هي. بفضل صوتها الناعم والمهدئ، لا تزال هذه الآلة تتمتع بمكانة خاصة في قلوب محبي الموسيقى الإيرانية التقليدية. ص>