يعرف العديد من الآباء من خلال خبرتهم مدى أهمية اللعب للأطفال، لكنهم لا يعرفون الكثير عن فوائده العديدة ونادرًا ما يربطون اللعب بالتعلم. بالنسبة لمعظم الناس، يعني التعلم اكتساب مهارة جديدة وخاصة، مثل تعلم الحروف الأبجدية والأرقام، والحساب، والكتابة، وما إلى ذلك.
وفقًا لهؤلاء الأشخاص، فإن ممارسة الألعاب هي للمتعة فقط ولا علاقة لها بالتعلم الحقيقي. لكن الأبحاث لا تؤكد ذلك. ووفقا لنتائج هذه الأبحاث، فإن اللعب هو في الواقع تعلم، ويتعلم الأطفال من خلال اللعب. يعد اللعب من الخطوات الأساسية في نمو الطفل، ولهذا السبب لا ينبغي تجاهل أهمية اللعب في مرحلة الطفولة.
فوائد اللعب للأطفال
التحفيز المبكر لنمو الدماغ
يمكن أن يساعد اللعب في تعزيز نمو الدماغ لدى الأطفال بطرق مختلفة. على سبيل المثال، فهو يوفر تجارب أساسية للحياة ويخلق الأساس لنمو الدماغ. أدمغة الأطفال مجهزة بعدد كبير من الوصلات بين الخلايا العصبية أو المشابك العصبية. يسمح الإفراط في إنتاج المشابك العصبية بتخزين المعلومات المكتسبة في السنوات الأولى في الدماغ بطريقة أساسية. وهذا التخزين الأساسي يتطلب خبرات كاملة في الحياة، يتم اكتسابها في بيئة غنية بالألعاب الحسية والحركية. إذا غابت هذه التجارب، فسيتم فقدان المشابك العصبية المقابلة لها. لقد اكتشف علماء الأعصاب أن التواجد في ظروف مثالية للعب من حيث البيئة والمعدات واللعب في بيئة بهذه الظروف يمكن أن يسبب تغيرات كيميائية وفسيولوجية في الدماغ. من بين مناطق مختلفة من الدماغ، هذه التغييرات هي الأكثر فائدة للقشرة الدماغية. القشرة الدماغية هي منطقة الدماغ الأكثر ارتباطًا بمعالجة السلوكيات المعرفية. تحسين الذكاء
فائدة أخرى تم تحديدها لممارسة الألعاب هي أن ممارسة الألعاب في مرحلة الطفولة يرتبط بزيادة الذكاء في وقت لاحق من الحياة. وقد تم الحصول على نتائج مثيرة للاهتمام من الأبحاث التي أجريت في هذا المجال. وأظهرت هذه الأبحاث أنه إذا تم توفير الظروف الملائمة للأطفال للعب بانتظام، فسيكون لديهم معدل ذكاء أعلى في سن الثالثة. وبعد تحليل النتائج أكد بعض علماء النفس النظرية القائلة بأن اللعبة يمكن أن تعزز نمو الطفل المعرفي واللغوي والاجتماعي.